إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماذا افعل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذا افعل

    السلا عليكم
    جزاكم الله كل خير علي هذا المنتدي ربنا يبارك فيكم جميعا ويجعله في ميزان حسناتكم
    انا طالبه وفي كليه مختلطة وموضوع الجواز ده انا مكنتش بفكر فيه نهائي حتي الانتهاء من دراستي لاني مقتنه تمام ان كل وقت وله حقه ومهمتي دلوقتي هي دراستي ولكن اصدقائي وما يحدث حولي هو ما جعلني افكر في هذا الامر هو في شخص قريبي اتقدملي بس انا قولتله اني مش بفكر في الموضع ده دلوقتي والكلام ده كان في بدايه مراححل دخولي الكلية ولكن من كتر الكلم في موضوع الجواز بين الاصدقاء ومن حولي جعلوني افكر في الامر ولكن هذا الشخص لم افكر فيه انه يكون زوج ليه وقولت في نفسي ولاهلي انه لو فتحني في الموضوع تاني هرفض ولكن في شخص في الكلية افكر فيه باستمرر وادعو الله دائما ان يجعلني الزوجه الصالحة له وهو الزوج الصالح لي فهل هذا حرام بس المشكله اني مفيش اي علاقة بتربطني بيه يعني هو مش في نفس سني ولا ايه حاجه تربطني بيه هو حتي ميعرفشي اسمي بس انا بلاحظ اني من ساعة ما بدات اشعر بهذا الاحساس اتجاه انه ايضا كل لما يشوفني مثلا اثناء خارجه من المدرج او نتقابل في اي مكان في اللية انه ينظرلي نارت اعجاب ايضا بس انا مش عارفه اعمل ايه نفسي مفكرش في الموضوع ده بس ش عارفه وبدعي ربنا انه يحصل بنا ارتباط شرعي عشان ارتاح نفسيا واركز في درستي بس انا مش عارفه ده هيحصل ازاي وهو مفيش بيني وبينه اي حاجه مشتركة يعني هو اصلا ميعرفنيش غير شكلا فقط اعمل ايه ارشدوني ارجوكم انا خايفه لاكون بكده بعصي ربنا او بغضبه لكن في التفكير في الامر ده لدرجه اني فكرت ابعتله رساله علي الفيس ولكن بستغفر ربنا وبررجع تاني وكل اللي بفكر فيه ازاي اني الفت انتباه ليا او بفكر في وسيله متعصيش ربنا اني اوصله اني معجبه بيه وعايزاه يتقدملي لو هو معجب بيا ايضا

  • #2
    رد: ماذا افعل

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
    السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
    أمَّا بَعْدُ؛
    فَقَوْلُكِ (وموضوع الجواز ده انا مكنتش بفكر فيه نهائي حتي الانتهاء من دراستي لاني مقتنه تمام ان كل وقت وله حقه ومهمتي دلوقتي هي دراستي) أقُولُ فِيهِ: لا يَجُوزُ تَأخِير الزَّوَاج بسَبَبِ الدِّرَاسَة، إذْ أنَّهُ تَأخِيرٌ لوَاجِبٍ مِنْ أجْلِ مَا لَيْسَ بوَاجِبٍ، وفِيهِ تَضْيِيعٌ للخَيْرِ ومُخَالَفَةٌ للهَدْي النَّبَوِيّ، والدِّرَاسَة لَيْسَت عُذْرًا شَرْعِيًّا لتَأخِيرِ الزَّوَاج سَوَاء للشَّابِّ أو الفَتَاة، وفِكْرَةُ الجَمْع بَيْنَ الدِّرَاسَة والزَّوَاج هي فِكْرَةٌ مُحَقَّقَةٌ ووَاقِعَةٌ، بَلْ إذا اشْتَرَطَتِ الفَتَاة عَلَى الزَّوْجِ عِنْدَ العَقْد أنْ تُكْمِلَ دِرَاسَتهَا ووَافَقَ؛ لا يَجُوزُ لَهُ مَنْعهَا بَعْدَ الزَّوَاجِ، وإنْ لَمْ يَفِ بوَعْدِهِ حُقَّ لَهَا فَسْخ العَقْد لهذا السَّبَب، ومِنْ إيِفَائِهِ بالوَعْدِ أنْ لا يُثْقِل عَلَيْهَا في البَيْتِ ويُوَفِّر لَهَا الجَوّ المُنَاسِب للدِّرَاسَةِ، الشَّاهِد أنَّ الَّتِي تُرِيدُ الزَّوَاج والدِّرَاسَة لَدَيْهَا مَا يَضْمَنُ لَهَا إكْمَال الدِّرَاسَة بَعْدَ الزَّوَاج دُونَ خَوْفٍ، وأيْضًا إذا مَنَعَهَا وَالِدهَا يَكُون عَاضِلاً لَهَا وتَسْقُط وِلاَيَته وتَنْتَقِل لِمَنْ بَعْدِهِ وتُزَوَّج، ولهذا لا يَجُوزُ تَأجِيل الزَّوَاج بحُجَّةِ الدِّرَاسَة، وكَمّ مِنْ زَوْجٍ وزَوْجَةٍ أكْمَلاَ دِرَاسَتَهُمَا بَعْدَ الزَّوَاجِ بنَجَاحٍ، ومَنْ فَشَلَ في هذا الجَمْعِ فَإنَّ الفَشَلَ لا يُرَدُّ إلى الزَّوَاجِ، بَلْ يُرَدُّ إلَيْهِ هُوَ وعَدَم تَمَكُّنه مِنَ الجَمْعِ والتَّنْسِيقِ بَيْنَهُمَا، بالتَّفْرِيطِ في أمْرٍ مِنْهُمَا عَلَى حِسَابِ الآخر، وفي النِّهَايَةِ هي أقْدَارٌ مَكْتُوبَةٌ، لا يَصِحُّ أنْ أجْزمَ بأنَّ قَدَرِي سَيَكُون هُوَ نَفْسهُ قَدَر غَيْرِي لمُجَرَّد تَشَابُهنَا في الفِعْلِ.
    عصيان الوالد الذي يمنعه من الزواج بحجة الدراسة
    نصيحة لمن ترفض الزواج بحجة الدراسة
    حكم تأخير الزواج بسبب الدراسة لمن تخاف على نفسها من الحرام
    والده يرفض تزويجه إلا بعد إكمال الدراسة
    تريد الزواج من طالب مثلها وأهلها يرفضون
    أبوها يرفض تزويجها بحجة إتمام الدراسة فهل تسقط ولايته
    اشترطت عليه إكمال دراستها عند العقد، فهل له أن يمنعها من ذلك بعد الزواج؟

    وقَوْلُكِ (ولكن هذا الشخص لم افكر فيه انه يكون زوج ليه وقولت في نفسي ولاهلي انه لو فتحني في الموضوع تاني هرفض) أقُولُ فِيهِ: لَيْسَ مَطْلُوبًا مِنَ المَرْأةِ أنْ تُفَكِّرَ في الرِّجَالِ الَّذِينَ تَعْرِفهُم حَتَّى إذا مَا تَقَدَّمَ إلَيْهَا أحَدُهُم تَكُون قَدْ قَرَّرَت هَلْ يُنَاسِبهَا كَزَوْجٍ أمْ لا بنَاءً عَلَى خَيَالاَتِهَا وتَفْكِيرِهَا، فَالمُعْتَبَر في الزَّوَاجِ هُوَ الكَفَاءَة الدِّينِيَّة فَقَط لقَوْلِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ إذا جَاءَكُم مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وخُلُقَهُ فَأنْكِحُوه، إلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَة في الأرْضِ وفَسَاد، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله؛ وإنْ كَانَ فِيهِ؟ قَالَ: إذا جَاءَكُم مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وخُلُقَهُ فَأنْكِحُوه. ثَلاَث مَرَّات ] أي وإنْ كَانَ فِيهِ فَقْر أو قِلَّة نَسَب أو عِلْم فَأنْكِحُوه لدِينِهِ وخُلُقِهِ، قَالَ المُبَارَكْفُورِي في تُحْفَةِ الأحْوَذِي [ قَوْلُهُ (وإنْ كَانَ فِيهِ) أي شَيْء مِنْ قِلَّةِ المَال أو عَدَم الكَفَاءَة ]، فَالمَرْأة الَّتِي يَتَقَدَّم لَهَا خَاطِب لا يُشْتَرَط أنْ تَكُون تَعْرِفهُ مِنْ قَبْل أو مِنْ قَرَابَتِهَا، وبالتَّالِي هي تَخْتَار بِدَايَةً صَاحِب الدِّين والخُلُق كَمَا أمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَإنِ ارْتَضَت دِينَهُ وخُلُقَهُ وغَلَبَ الظَّنّ عَلَى قُبُولِهِ، جَاءَت الرُّؤْيَة الشَّرْعِيَّة بَعْدَ ذَلِكَ، وإنْ لَمْ تَرْتَضِيه لا يَصِحّ أنْ تَحْدُثَ الرُّؤْيَة، وعِنْدَ الرُّؤْيَةِ تَنْظُرُ إلَيْهِ ويَنْظُرُ إلَيْهَا: فَإنَّهُ أحْرَى أنْ يُؤْدَمَ بَيْنَهُمَا، فَإنِ ارْتَضَتْهُ تَمَّت الخِطْبَة، وإلاَّ فَلاَ، وعَلَى ذَلِكَ فَلاَبُدَّ أنْ تَكُونَ نَظْرَتكِ للشَّخْصِ المُتَقَدِّم لخِطْبَتِكِ –أيًّا مَا كَانَ هُوَ- بمِعْيَارِ الدِّين، فَإنْ كَانَ مُرْضِي الدِّين نَظَرْنَا في بَقِيَّةِ الخُطُوَات، وإلاَّ فَهُوَ غَيْر كُفْء، كَانَ مَنْ كَانَ.
    هل الأفضل الزواج من البعيدة أو القريبة؟
    هل زواج الأقارب سبب لإنجاب أولاد غير طبيعيين؟

    وقَوْلُكِ (ولكن في شخص في الكلية افكر فيه باستمرر وادعو الله دائما ان يجعلني الزوجه الصالحة له وهو الزوج الصالح لي فهل هذا حرام) فَأقُولُ فِيهِ: أُؤَكِّدُ ثَانِيَةً عَلَى أنَّ المِعْيَارَ في الاخْتِيَارِ هُوَ الكَفَاءَة في الدِّينِ لا مُجَرَّد الإعْجَاب بالشَّكْلِ أو غَيْرِهِ، وهذه الكَفَاءَة لا تُؤْخَذ ولا تُعْرَف بالظَّاهِر، بَلْ بالسُّؤَالِ والتَّحَرِّي (كَمَا في الفَتَاوَى التَّالِيَة)، ولا نَعْرِف هَلْ تَحَرَّيْتِ صَلاَحَهُ فِعْلاً أمْ أنَّهُ مُجَرَّد إعْجَاب ظَاهِرِيّ فَقَط كَمَا يَظْهَر مِنْ كَلاَمِكِ، وعَلَى كُلِّ حَالٍ: فَإنْ كَانَ هذا الشَّخْص كُفْئًا ومُرْضِي الدِّين حَقًّا لا تَوَهُّمًا، فَإنَّهُ يَجُوزُ للمَرْأةِ أنْ تَعْرِضَ نَفْسَهَا عَلَى الرَّجُلِ الصَّالِح ليَتَزَوَّجَهَا (وتَفْصِيلُ ذَلِكَ في الفَتَاوَى التَّالِيَة)، ولَكِنَّ المُهِمّ في الأمْرِ أنَّ رَغْبَتَهَا هذه لاَبُدَّ وأنْ تَنْضَبِطَ بالضَّوَابِط الشَّرْعِيَّةِ، حَتَّى لا تُوقِعهَا في حَرَامٍ، فَلاَ تُكْثِر النَّظَر إلَيْهِ ولا التَّفْكِير فِيهِ وتَخَيُّله ولا اللِّين في مُعَامَلَتِهِ ومُخَاطَبَتِهِ، بَلْ إنْ أحَسَّت في نَفْسِهَا شَيْئًا مِنْ هذا تَجَنَّبَتْهُ لِحِينِ يَقْضِي اللهُ أمْرًا بَيْنَهُمَا.
    كيف تعرف حال مَن تقدَّم لخطبتها؟
    سؤال المرأة عن دين من تقدم لخطبتها ليس تعقيداً
    مواصفات الزوج المسلم
    هل ما فعله للتعرف على صفات مخطوبته صحيح؟

    هل تعرض نفسها على رجل صالح ليجد لها زوجا؟
    إذا أعجبت المرأة بخلق ودين رجل فهل تعرض نفسها عليه ليتزوجها؟
    هل يجوز للمرأة المسلمة أن تطلب من الرجل أن يتزوجها؟

    وقَوْلُكِ (بس انا بلاحظ اني من ساعة ما بدات اشعر بهذا الاحساس اتجاه انه ايضا كل لما يشوفني مثلا اثناء خارجه من المدرج او نتقابل في اي مكان في اللية انه ينظرلي نارت اعجاب ايضا) فَأقُولُ فِيهِ: هذا مِنْ تَزْيِينِ الشَّيْطَان، قَدْ تَكُون نَظَرَاته عَادِيَّة ولَكِنَّكِ تُفَسِّرِينَهَا عَلَى غَيْرِ مَعْنَاهَا نَظَرًا لرَغْبَتِكِ، وقَدْ تَكُون رَغْبَتكِ هذه هي الَّتِي جَعَلَت نَظَرَاتكِ لَهُ تُلْفِت انْتِبَاهَهُ فَيَنْظُر بدَوْرِهِ، وقَدْ يَكُون مُعْجَب بِكِ فِعْلاً، وفي جَمِيعِ الأحْوَال هذا مِنْ تَزْيِينِ الشَّيْطَان لَكِ كي تُصَوِّبِي النَّظَر إلَيْهِ وتَسْتَمْتِعِي بنَظَرَاتِهِ وبالخَيَالاَتِ سَوَاء كَانَ يَقْصِدُ شَيْئًا بنَظَرَاتِهِ أو لا يَقْصِد، وهذا لا يَجُوز مِنْكِ ومِنْهُ، وهُوَ ذَنْبٌ يَلْزَمُهُ تَوْبَة (بإيِقَافِ الذَّنْبِ – والنَّدَمِ عَلَيْهِ – والعَزْمِ عَلَى عَدَمِ العَوْدَةِ إلَيْهِ) والإكْثَار مِنَ الاسْتِغْفَارِ والأعْمَال الصَّالِحَة، فَلَقَدْ أُمِرْتُمَا بغَضِّ البَصَر، وعَدَمِ تَحْقِيق النَّظْرَة الأُولَى، وعَدَمِ فِعْل الثَّانِيَة، قَالَ تَعَالَى [ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ 30 وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ... الآيَات ]، وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ يَا عَلِيُّ؛ لا تُتْبِع النَّظْرَةَ النَّظْرَة، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ ]، قَالَ المُبَارَكْفُورِي في تُحْفَةِ الأحْوَذِي [ قَوْلُهُ (لا تُتْبِع النَّظْرَةَ النَّظْرَة) مِنَ الاتِّبَاعِ, أي لا تَعْقُبهَا إيَّاهَا، ولا تَجْعَل أُخْرَى بَعْدَ الأُولَى (فَإنَّ لَكَ الأُولَى) أي النَّظْرَة الأُولَى إذا كَانَت مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ (ولَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ) أي النَّظْرَةُ الآخِرَةُ لأنَّهَا باخْتِيَارِكَ فَتَكُون عَلَيْكَوقَالَ الخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللهُ في مَعَالِم السُّنَن [ النَّظْرَةُ الأُولَى إنَّمَا تَكُون لَهُ لا عَلَيْهِ: إذا كَانَت فَجْأة مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ أو تَعَمُّدٍ، ولَيْسَ لَهُ أنْ يُكَرِّرَ النَّظَر ثَانِيَةً، ولا لَهُ أنْ يَتَعَمَّدَهُ بَدْءًا كَانَ أو عَوْدًا ]، وعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ [ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفُجَاءَة، فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي ]، قَالَ المُبَارَكْفُورِي [ قَوْلُهُ (الفُجَاءَة) أي أنْ يَقَعَ بَصْرُهُ عَلَى الأجْنَبِيَّةِ بَغْتَةً مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ, يُقَالُ: فَاجَأهُ الأمْر إذا جَاءَهُ بَغْتَةً مِنْ غَيْرِ تَقَدُّمِ سَبَبٍ. (فَأمَرَنِي أنْ أصْرِفَ بَصَرِي) أي لا أنْظُر مَرَّةً ثَانِيَةً، لأنَّ الأُولَى إذا لَمْ تَكُنْ بالاخْتِيَارِ فَهُوَ مَعْفُوٌّ عَنْهَا, فَإنْ أدَامَ النَّظَر أثِمَ, وعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ)وقَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ في شَرْحِ مُسْلِمِ [ ومَعْنَى (نَظَرَة الفُجَاءَة) أنْ يَقَعَ بَصَرُهُ عَلَى الأجْنَبِيَّةِ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ؛ فَلاَ إثْمَ عَلَيْهِ في أوَّلِ ذَلِكَ، ويَجِبُ عَلَيْهِ أنْ يَصْرِفَ بَصَرُهُ في الحَالِ، فَإنْ صَرَفَ في الحَالِ فَلاَ إثْمَ عَلَيْهِ، وإنِ اسْتَدَامَ النَّظَر أَثِمَ لهذا الحَدِيث، فَإنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أمَرَهُ بأنْ يَصْرِفَ بَصَرُهُ، مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) ]، وإذا كَانَ النَّظَرُ المُبَاحُ للمَخْطُوبَةِ يُمْنَع إذا صَاحَبَتْهُ لَذَّة، فَهُوَ مِنْ بَابِ أوْلَى مَمْنُوعٌ مَعَ الأجْنَبِيَّةِ، قَالَ ابْنُ قُدَامَة [ ولا يَجُوزُ لَهُ الخُلْوَة بِهَا لأنَّهَا مُحَرَّمَة، ولَمْ يَرِدِ الشَّرْع بغَيْرِ النَّظَر فَبَقِيَت عَلَى التَّحْرِيمِ، ولأنَّهُ لا يُؤْمَن مَعَ الخُلْوَةِ مُوَاقَعَة المَحْظُور، فَإنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ (لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بامْرَأةٍ، فَإنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ)، ولا يَنْظُر إلَيْهَا نَظَر تَلَذُّذٍ وشَهْوَةٍ، ولا رِيبَةٍ، قَالَ أحْمَدُ في رِوَايَةِ صَالِح (يَنْظُرُ إلى الوَجْهِ، ولا يَكُون عَنْ طَرِيقِ لَذَّةٍ) ]، والكَلاَمُ يَشْمَل نَظَر الرَّجُل للمَرْأةِ ونَظَر المَرْأة للرَّجُل، ويَقُولُ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ إسْمَاعِيل المُقَدِّم في الجُزْءِ الثَّالِثِ مِنْ كِتَابِ عَوْدَةُ الحِجَابِ (أدِلَّةُ الحِجَابِ) [ فَاللهُ سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ مَدَى تَأثِير النَّظْرَة المُحَرَّمَة في القَلْبِ، ومَا تُحْدِثهُ مِنْ تَحْوِيلِ النَّفْس إلى بُرْكَانٍ، ومَا تُحَرِّكهُ مِنَ الانْدِفَاعِ نَحْوَ المَرْأة، والوَاقِع يُصَدِّق ذَلِكَ، فَكَمّ مِنْ نَظْرَةٍ مُحَرَّمَةٍ أوْدَت بصَاحِبِهَا إلى الوُقُوعِ في المَعْصِيَةِ، وفِتْنَةِ الرَّجُل بالمَرْأةِ وفِتْنَةِ المَرْأة بالرَّجُلِ. وقَدْ قَرَنَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ الأمْرَ بغَضِّ البَصَر بالأمْرِ بحِفْظِ الفَرْج، لأنَّ غَضَّ البَصَر هُوَ السَّبِيل لحِفْظِ الفَرْج (ذَلِكَ أزْكَى لَهُمْ). وقَدْ تَقَع النَّظْرَة الخَائِنَة دُونَ أنْ يَرَاهَا أحَد، ومِنْ ثَمَّ جَاءَ خِتَام الآيَة بعِلْمِ الله تَعَالَى الَّذِي يَعْلَم خَائِنَة الأعْيُن ومَا تُخْفِي الصُّدُور، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ (إنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)، وقَالَ تَعَالَى (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) قَالَ ابْنُ عَبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا (هُوَ الرَّجُل يَدْخُل عَلَى أهْلِ بَيْتٍ بَيْتهُم، وفيهم المَرْأة الحَسْنَاء أو تَمُرّ بِهِ، فإذا غَفَلُوا لَحَظَ إلَيْهَا، فإذا فَطَنُوا غَضَّ بَصَرَهُ عَنْهَا، فإذا غَفَلَوُا لَحَظَ، فإذا فَطَنُوا غَضَّ)، وقَدِ اطَّلَعَ اللهُ مِنْ قَلْبِهِ أنَّهُ وَدَّ لَوْ اطَّلَعَ عَلَى فَرْجِهَا، وأنْ لَوْ قَدَرَ عَلَيْهَا فَزَنَى بِهَا، وقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيّ (الرَّجُل يَكُون في المَجْلِسِ في القَوْمِ يَسْتَرِق النَّظَر إلى المَرْأةِ تَمُرّ بهم، فَإنْ رَأوهُ يَنْظُر إلَيْهَا اتَّقَاهُم فَلَمْ يَنْظُر، وإنْ غَفَلُوا نَظَرَ، هذا خَائِنَة الأعْيُن ومَا تُخْفِي الصُّدُور، قَالَ: مَا يَجِدُ في نَفْسِهِ مِنَ الشَّهْوَةِ)، قَالَ الشَّيْخ حَمُود التّوِيجرِي (وقَدْ تَضَائَلَت خَائِنَة الأعْيُن في زَمَانِنَا، ولَمْ تَبْقَ إلاَّ عِنْدَ الَّذِينَ تَسْتَتِر نِسَاؤُهُم مِنَ المُسْلِمِينَ، وأمَّا الَّذِينَ فُتِنُوا بتَقْلِيدِ طَوَائِف الإفْرِنْج والتَّزَيِّي بزِيِّهِم، فَقَدْ عُدِمَت فيهم خَائِنَة الأعْيُن، وحَلَّ مَحَلّهَا تَسْرِيح النَّظَر في مَحَاسِن النِّسَاء الأجْنَبِيَّات، والتَّمَتُّع بالنَّظَرِ إلَيْهِنَ، ومُضَاحَكَتِهِنَّ ومُجَالَسَتِهنَّ، والتَّحَدُّثِ مَعَهنَّ في الخُلْوَةِ وغَيْرِ الخُلْوَةِ) ].
    الوسائل المعينة على غض البصر

    وقَوْلُكِ (وبدعي ربنا انه يحصل بنا ارتباط شرعي عشان ارتاح نفسيا واركز في درستي) فَأقُولُ فِيهِ: سُبْحَانَ الله، لَقَدْ تَغَيَّرَ الحَال عَنْ بِدَايَةِ الكَلاَم، فَالدِّرَاسَة الَّتِي كَانَت سَبَبًا في رَفْضِ الأوَّل هي نَفْسهَا الَّتِي أتَت بالثَّانِي، والرَّفْضُ الَّذِي كَانَ بحُجَّةِ الدِّرَاسَة وأنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ وَقْتهُ (مَعَ الأوَّلِ) لَمْ يَمْنَع حُدُوث تَشْتِيت التَّرْكِيز وعَدَم انْتِظَام الدِّرَاسَة (مَعَ الثَّانِي)، وهذا يُثْبِتُ مَا قُلْتُهُ في البِدَايَةِ أنَّ الأمْرَ يَكُونَ بيَدِ الشَّخْص نَفْسهُ، هُوَ مَنْ يُوَجِّههُ، فَيُحَقِّق التَّوَازُن ويَكْسَب الأمْرَيْنِ أو يَحْدُث مِنْهُ تَفْرِيط في جَانِبٍ عَلَى حِسَابِ الإفْرَاط في الآخَر، وأمَّا بخُصُوصِ الدُّعَاء، فَالأصَحّ أنْ تَدْعِي الله بِمَا فِيهِ الخَيْر، سَوَاء بقُرْبِكِ مِنْ هذا الشَّخْص أو ببُعْدِكِ عَنْهُ، فَأنْتِ لا تَعْلَمِينَ هَلْ في الارْتِبَاطِ بِهِ خَيْر لَكِ في دِينِكِ ومَعَاشِكِ وعَاقِبَةِ أمْركِ أمْ لاَ، فَعَلَيْكِ بصَلاَةِ ودُعَاءِ الاسْتِخَارَة، فَقَدْ عَلَّمَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَنَا في الأُمُورِ كُلّهَا.
    ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله
    أماكن وأوقات إجابة الدعاء
    جملة من آداب الدعاء
    لا تجزع من عدم إجابة الدعاء
    أخطاء تمنع من قبول الدعاء
    لا يلزم في استجابة الدعاء حصول المطلوب بعينه

    صلاة الاستخارة
    طريقة مبتدعة لطلب الرؤيا بعد الاستخارة
    كيفية صلاة الاستخارة وشرح دعائها
    متى يكون الدعاء في صلاة الاستخارة
    صلّى الاستخارة ولم يحسّ بأيّ شيء
    كيف يمكن الاستفادة من صلاة الاستخارة بشكل صحيح؟
    الاستخارة لا تتعارض مع تحكيم العقل والنظر في الأسباب للترجيح بين الخيارين
    الدعاء بالاستخارة من غير صلاة
    هل تستحب قراءة سورة معينة في صلاة الاستخارة؟
    هل يمكن الجمع بين عدة أمور في صلاة استخارة واحدة؟

    وقَوْلُكِ (وبدعي ربنا انه يحصل بنا ارتباط شرعي... بس انا مش عارفه ده هيحصل ازاي... لدرجه اني فكرت ابعتله رساله علي الفيس... او بفكر في وسيله متعصيش ربنا اني اوصله اني معجبه بيه وعايزاه يتقدملي لو هو معجب بيا ايضا) فَأقُولُ فِيهِ: بَعْدَ أنْ تَتَأكَّدِي أنَّ اخْتِيَارَكِ لَهُ عَلَى أسَاسِ الدِّين، وأنَّهُ كُفْءٌ فِعْلاً، عَلَيْكِ باتِّبَاعِ الطُّرُق الَّتِي سَبَقَ بَيَانُهَا في فَتَاوَى (عَرْضُ المَرْأةِ نَفْسَهَا عَلَى الرَّجُلِ الصَّالِحِ)، ولا نَنْصَحُكِ بكِتَابَةِ ذَلِكَ عَلَى (الفيس بوك) أبَدًا ولا في أيِّ مَكَانٍ ظَاهِرٍ، فهذا الأمْرُ –أقْصِدُ مُجَرَّد إخْبَارِهِ- لاَبُدَّ أنْ يَتِمَّ في سِرِّيَّةٍ وفي أضْيَقِ الحُدُود ومِنْ خِلاَلِ الثِّقَات فَقَط وبَعِيدًا عَنْ كَلاَمِكِ المُبَاشِر مَعَهُ، وهذا لتَأمِينِكِ وصِيَانَتِكِ وحِفْظِكِ قَبْلَ أيّ شَيْء.

    ونَسْألُ اللهَ لَكِ ولبَنَاتِ ونِسَاءِ المُسْلِمِينَ أنْ يَرْزُقَكُنَّ الزَّوْج الصَّالِح الَّذِي تَقَرُّ بِهِ أعْيُنِكُنَّ في الدُّنْيَا والآخِرَة، اللَّهُمَّ آمِينَ.

    وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ
    والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X